ماذا يحدث في أول جلسة لك عند الطبيب النفسي؟
تدقيق ومراجعة د. احمد الدباس
من الطبيعي أن تكون متوترًا بعض الشيء عندما تفكر في الذهاب لموعدك الأول مع الطبيب النفسي أو الاختصاصي النفسي. ربما لا تكون متأكدًا مما يمكنك توقعه في تلك الزيارة، مما قد يسبب لك مزيدًا من القلق.
يمكن للتقييم النفسي تشخيص مجموعة من حالات الصحة النفسية بما في ذلك: الاكتئاب واضطرابات القلق والاضطراب ثنائي القطب واضطراب الوسواس القهري. خلال جلستك الأولى مع طبيبك، سيتطلع لمعرفة ما الذي تعانيه. لذلك، أثناء التقييم الأوليّ، توقع الكثير من الأسئلة؛ الهدف منها معرفة ما تشعر به، ومناقشة الأعراض،والبدء في صياغة خطة علاجية مناسبة لك.
سنوضح لك بهذه المقالة ما يمكنك توقعه، وكيفية الاستعداد لموعدك، وما يجب إحضاره، وما يجب عليك فعله أثناء زيارتك وبعدها.
استعد للجلسة الأولى عند الطبيب النفسي
من الطبيعي أن تشعر ببعض القلق قبل موعدك الأول. في حين أن ماتراه مدعاةً للقلق، يمكن أن يكون شيئًا بسيطًا، فلا داعي للخوف. فطبيبك النفسي موجود لمساعدتك على معرفة المزيد عن حالتك، ومساعدتك في تحديد الخطوات التي يجب اتخاذها بعد ذلك. قد يستغرق الأمر بعض الوقت للعثور على طبيب نفسي مناسب لك، لكن صحتك النفسية تستحق بذل المزيد من الوقت والجهد.
قد تكون مناقشة المعلومات الشخصية مع شخص غريب أمرًا صعبًا على أي شخص. لكن تذكر أن طبيبك النفسي محترف ومدرب تدريباً عالياً وموجود للمساعدة.
هناك خطوات عديدة تتم قبل وخلال وبعد مراجعتك مع الطبيب النفسي لإنجاح جلستك الأولى.
تسجيل بياناتك بملفك الطبي
عند حجز موعد مع طبيب نفسي، ستحتاج إلى تقديم بعض البيانات والمعلومات الأساسية عن نفسك، مثل الاسم، العمر، مكان السكن، الحالة الإجتماعية، التحصيل الدراسي، الحالة الوظيفية وبيانات الاتصال الخاصة بك. قد يكون من الممكن القيام بذلك عبر الإنترنت قبل موعدك، ولكن يمكنك أيضًا القيام بذلك في عيادة الطبيب عند وصولك.
تسجيل تاريخك الطبي
اكتب بيانات تاريخك الطبي وتأكد من ذكرها لطبيبك النفسي. وينبغي أن تشمل ما يلي:
● أي تشخيصات سابقة خاصة بالصحة النفسية.
● الأدوية التي تتلقاها على نحو منتظم.
● دخول المستشفى الخاص بالأمراض والاضطرابات النفسية.
● علاج سابق خاص بالأمراض النفسية.
● إذا كنت تعاني أي حالات طبية قد تؤثر على صحتك النفسية والعقلية، مثل أمراض الغدة الدرقية أو مرض السكري أو أمراض القلب.
● يمكن أن يكون التاريخ الطبي للعائلة ذا صلة أيضًا، لذا تأكد من ذِكر ما إذا كان هناك تاريخ من المشكلات النفسية لدى عائلتك.
أسئلة الطبيب النفسي للمريض
سيرغب طبيبك النفسي في معرفة سبب زيارتك له وما الأعراض النفسية التي تعاني منها والقيام بأخذ السيرة المرضية. الغرض من طرح أسئلة الطبيب النفسي للمريض هو حصوله على فكرة أفضل عن أعراضك وتأثيرها على حياتك ليتم تشخيص الحالة بشكل صحيح. قد تجد أنه من المفيد تدوين بعض الأعراض مسبقًا لتشعر بقدرة أفضل على الإجابة على هذه الأسئلة.
قد يجعلك قلقك بشأن جلستك الأولى تفترض الأسوأ أو تعتقد أن العلاج سيكون أصعب مما عليه في الواقع. على سبيل المثال، قد تعتقد أن لديك الكثير من المشاكل التي يمكنك معالجتها. بينما الحقيقة هي أن طبيبك سيركز على مشكلة أو مشكلتين فقط للبدء في العلاج. ولذلك، ستساعدك زيارتك الأولى على السيطرة على قلقك وتوترك.
كم مدة أول جلسة؟
قد تختلف مدة موعدك الأول اعتمادًا على الطبيب ونوع حالتك النفسية. في بعض الحالات، قد تستغرق مدة الجلسة ما بين 30 و45 دقيقة. في حالات أخرى، قد تحتاج أكثر من جلسة ليتم أخذ كامل السيرة المرضية والتشخيص بشكل دقيق وصحيح.
ما الذي يجب عليك إحضاره في أول جلسة مع طبيبك النفسي؟
تأكد من إحضار قائمة بجميع الأدوية التي تتناولها حاليًا بالإضافة إلى أي أدوية نفسية قد تناولتها في الماضي.
يمكن أن تكون السجلات الطبية مفيدة بهذا الصدد، ولكن يمكنك أيضًا تقديم معلومات مكتوبة بخط اليد حول تاريخك الطبي. إذا كنت قد دونت معلومات حول الأعراض والمزاج والمحفزات، فتأكد من إحضار هذه الملاحظات أيضًا.
ما يجب عليك فعله أثناء أول جلسة؟
هناك عدد من الأشياء التي يمكنك القيام بها أثناء زيارتك للطبيب النفسي للتأكد من أنك تحقق أقصى استفادة من زيارتك.
● كن صريحًا وصادقًا:
من أجل تقديم أفضل رعاية ممكنة، يجب أن تكون صادقًا. غالبًا ما يعني هذا أنك ستتحدث عن معلومات حساسة ذات طبيعة شخصية عالية. يمكنك مناقشة مواضيع مهمة مثل: علاقاتك العائلية وتعاطي المخدرات. في حين أنه قد يكون من الصعب مشاركة ذلك مع أحد، فمن المهم أن تتذكر أن طبيبك النفسي لن يمكنه وصف العلاج المناسب لك ما لم يفهم وضعك جيدًا.
رُغم أن الحديث عن مشاعرك يمكن أن يكون مؤلمًا، لكن حاول أن تظل صريحًا. تذكر أن الشعور بالانزعاج أو الحزن أو البكاء أثناء زيارتك أمر طبيعي تمامًا. بغض النظر عن استجابتك العاطفية لجلستك النفسية الأولى، فلن تجد أي حكم عليها من طبيبك النفسي. يعاني واحد من كل 24 بالغًا مرضًا نفسيًا، ولذا أنت لست وحدك في ما تشعر به.
● اطرح الأسئلة:
إذا كنت بحاجة إلى مزيد من المعلومات أو لا تفهم شيئًا مما قاله طبيبك النفسي، فاطلب توضيحًا. قد تطرح أسئلة في الوقت الحالي، أو قد تكتبها حتى تتمكن من مناقشتها لاحقًا.
● اصطحب معك شخصا داعمًا:
إذا كنت تشعر بالقلق بشأن موعدك الأول، فقد يساعدك إحضار صديق داعم أو أحد أفراد الأسرة معك. يمكن لهذا الشخص تقديم الدعم النفسي لك، ويمكن أن يساعدك على تذكر ما يقوله طبيبك بعد الموعد.
● دوّن الملاحظات
من الطبيعي أن تشعر بالإرهاق من جميع المعلومات التي قد تتلقاها خلال ذلك الموعد الأول. قد تجد أنه من المفيد تدوين الملاحظات أثناء جلستك. يمكن أن يساعدك هذا على تذكر ما ناقشته، بالإضافة إلى أنها ستكون طريقة رائعة للتفكير فيما يجب التحدث عنه خلال موعدك التالي.
سيخبرك طبيبك بخطة العلاج في نهاية جلستك، قد تشمل: الأدوية و/أو إحالة للعلاج النفسي ومن الممكن طلب اجراء فحوصات مخبرية قبل بدء استخدام الأدوية لاستبعاد أي حالات طبية قد تساهم في ظهور الأعراض.
ماذا تفعل بعد انتهاء جلستك الأولى عند الطبيب النفسي؟
عندما تصل إلى المنزل، قد ترغب في إضافة بعض الملاحظات إلى قائمتك. نظرًا لأن الزيارة لا زالت حاضرة في ذهنك وتتذكر تفاصيلها، قم بتدوين ملاحظات للأشياء التي قد ترغب في التحدث عنها بعمق أكبر في الزيارة الآتية أو المشاعر التي لم يكن لديك وقت لمخاطبتها أثناء الزيارة الأولى.
في بعض الحالات، قد يعطيك طبيبك النفسي بعض الواجبات المنزلية، مثل تدوين الملاحظات حول ما تشعر به، أو قد يوصي بعادات نمط الحياة الصحية مثل التمارين الرياضية والنوم المنتظم.
سيقوم طبيبك النفسي بتقييم حالتك وتحديد خطة العلاج الأنسب. ضع في اعتبارك أن هذه العملية قد تستغرق وقتًا، لذلك قد لا تصل إلى خطة التشخيص والعلاج في جلسة واحدة فقط. يستغرق التعافي وقتًا، واتخاذك للخطوة الأولى لزيارة طبيب نفسي أمر يستحق الإعتزاز.
المصادر: